اللواء محمد الألفى: عبور خط بارليف لحظة حاسمة فى حياة كل المصريين

اللواء اركان حرب محمد زكي الألفي
اللواء اركان حرب محمد زكي الألفي

هو أحد أبطال معركة الدفرسوار الشهيرة، التي كانت بمثابة صفعة قوية علي وجه العدو الذي ظن أن قواتنا فريسة سهلة يمكن التغلب عليها والتسلل إلي مدن القناة ومنها إلى قلب مصر القاهرة العاصمة، إلا أنه تمكن مع زملائه من عزل نقاط تحصينات العدو وأسر 39 جنديا إسرائيليا، إنه البطل الشجاع اللواء أركان حرب محمد زكي الألفي أحد أبطال حرب أكتوبر 1973، فهو مستشار بأكاديمية ناصر العسكرية العليا، وعضو هئية التدريس بكلية الحرب.. يحدثنا البطل عن فترة عصيبة مرت بها مصر والأمة العربية خلال حربها ضد العدو الإسرائيلي وعودة أرض سيناء الغالية الطاهرة  لنا.

 

فيقول إنه كان ملازما أول فى سلاح المشاه وأحد ضباط  الكتيبة 18 باللواء 16 مشاه بمنطقة الركاب في الدفرسوار غرب التي كانت تتواجد أقصى اليمين للجيش المصرى علي البحيرات المرة الكبرى، وكانت الفاصل بين الجيش الثاني الميداني والثالث الميداني وذلك بعد أن تخرج من الكلية الحربية عام 1970. 

 

وأكد اللواء أركان حرب زكى الألفى أن لمنطقة الدفرسوار أهمية خاصة جدًا كونها نقطة التقاء من المجرى الملاحى لقناة السويس مع البحيرات المرة الكبرى وقد أنشأ فيها العدو نقطتين حصينتين أنشائهما العدو الصهيونى بعد أن اكتشفت قوات الاستطلاع الأمريكية التى كانت تقوم باستطلاع لكشف أماكن تواجد القوات المصرية ورصد تحركاتهم لصالح القوات الإسرائيلية خلو الدفرسوار من الجنود المصريين فأصبحت فريسة سهلة للوصول إلى مدن القناه للسيطرة عليها عن طريق القاهرة.

 

وكان دورنا فى الحرب وقتها هو عزل هذه النقاط الحصينة وسرعان ما تمكنا من عزل الجنود الإسرائيلية بهذه النقاط بمساعدة قوات الكتيبة 17 وأسرنا حوالى 38 و39 جنديا من القوات الإسرائيلية، وأطلق على الدفرسوار المزرعة الصينية بسبب كثرة المعارك القوية والضخمة التى وقعت فيها.


كما أوضح أن القادة العسكريين كانوا دائمين الزيارات للكتيبة وجنودها وعلى رأسهم بطل الحرب والسلام الرئيس الراحل محمد أنور السادات ووزير الحربية حينها الفريق أول محمد أحمد صادق خاصة الأيام التى سبقت هذا الانتصار المجيد بسبب أهمية الدفرسوار الاستراتيجية وخصص لها 300 دبابة لمواجهة أي اعتداء من جهة القوات الإسرائيلية، حرصا منهم على رفع الروح المعنوية للجنود وبث روح الشجاعة والقوة والتضحية بأنفسهم من أجل الدفاع عن أرضنا الغالية واسترجاعها من أيدى القوات الإسرائيلية.

 

وأضاف الألفى أن ساعة السفر لحرب أكتوبر لم نعلمها إلا قبل الحرب بحوالى ساعتين أى أنه وصلتنا معلومات رسمية أن الحرب ستقام فى الساعة الثانية ظهر اليوم، فبمجرد عبور الطائرات الجوية فى السماء ووصلت إلى الضفة الشرقية ساعد هذا فى رفع الروح المعنوية للجنود بالكتيبة، وفى الساعة الثانية والثلث ظهر يوم السادس من اكتوبر بدأت الحرب ودقت ساعة العبور والانتصار العظيم، فجنودنا بالكتيبة 18 مشاه أول من عبروا بالأسلحة المضادة للدبابات كالمدافع عديمة الارتداد حتى وصلنا إلى رفع الساتر الترابى على حدود القناة بعد ان أنشائه الجنود الإسرائيلين بارتفاع 20 مترا. 


 ثم ساد الصمت خلال حواره لنا وكأنه يلتقط أنفاس ممزوجة بلحظات الانتصار ونشوة الفرحة ووسط حالة من التباهى بالفخر وأخذ يسرد لنا تفاصيل معركة الدفرسوار، فقال إن الكتيبة 18 مشاه تمكنت من تدمير العشرات من دبابات العدو الصهيونى عند قرية الجلاء بمنطقة الدفرسوار مستشهدًا بالرائد الشهيد محمد عطية الذى استشهد فى هذه المعركة بعد أن استطاع تدمير 16 دبابة وأسر عدد من الجنود الإسرائيلين والرائد نوارين الباسل الذى قام بتدمير 20 دبابة إسرائيلية ومع زيادة عدد الطائرات الجوية فى السماء وتطايرها ضد طائرات العدو الصهيونى دفاعًا عن أرضنا ارتفعت الروح المعنوية لجنودنا وزادت أعداد ضحايانا وارتفع أعداد الأسرى الإسرائيليين بعد أن حطمنا دباباتهم وقضينا على ذخائرهم وحينها تمكنا من الوصول إلى لحظة العبور اللحظة الحاسمة فى حياة كل جندى وفى حياة كل مصرى دفع حياة والده أو اجداده ثمنا لرجوع هذه الأرض الغالية من العدو الصهيونى.


  أما عن أصعب المواقف التي مرت بهم خلال الحرب كشفها لنا اللواء محمد الألفى وهي حينما حاولت إحدى مدرعات العدو الصهيونى التى كانت تحمل 10 جنود من المظلات الإسرائيلية فى محاولة منهم لاقتحام الدفرسوار بغرض بث الرعب والخوف فى قلوب جنودنا وإيهامنا بأن جنودهم هم الأشجع والأقوى ولكننا تصدينا لهم بكل عزم وقوة وأطلقنا عليهم وابل من الأعيرة النارية مما اضطرهم إلى السقوط فى الترعة الجافة التى كنا نتمركز عليها وتمكنا من أسر جنودهم وتسليمهم للقيادة العسكرية، مشيرًا إلى أن الجندى المصرى المقاتل كان رجل الحرب بعد أن أثبت الجندى المقاتل شجاعته وإصراره على الفوز بأرض الفيروز، كما أصروا على إعلان النصر ورفع علم بلدنا على أرضنا التى غرقت بدماء شباب ورجال دفعوا دمائهم من أجل الدفاع عن الوطن الغالى. 

كما طالب اللواء الألفى الشباب والأجيال القادمة بالوثوق فى أنفسهم وعزيمتهم وتحقيق إرادتهم القوية على خلفية حضاراتنا وتاريخنا المشرف العظيم وتعزيز ثقتنا فى قيادتنا العسكرية القوية وتعزيز الحث الأمنى بين المواطنين، فضلا عن التعلم من كل المواقف والمراحل التى تمر بها البلاد خاصة الفترة الأخيرة التى مرت بها البلاد وأثرت فى أنفسنا ومجتمعنا وأولادنا وغيرت فى ملامح تفكيرهم ومستقبلهم القادم.

اقرأ أيضا : في ذكرى نصر أكتوبر.. مواقف وطنية لا تنسى للكنائس المصرية